افتتح اتحاد غرف التجارة والصناعة للبحر الابيض المتوسط (أسكامي) صباح اليوم في قصر المؤتمرات التابع لغرفة برشلونة، الدورة الثامنة لمتلقى القادة الاقتصاديين المتوسطيين برئاسة رئيس "أسكامي" محمد شقير ومشاركة وفود من دول المتوسط، وشارك في الملتقى ايضا وفدا كبيرا من لبنان في مقدمتهم معالي وزير السياحة ميشال فرعون، رئيس اتحاد رجال اعمال المتوسط جاك الصراف، رئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد، مدير عام معهد البحوث الصناعية بسام الفرن، رئيس معرض رشيد كرامي الدولي حسام قبيطر، رئيس الغرفة الفرنسية اللبنانية نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان غابي تامر، نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان نبيل فهد، مدير عام غرفة بيروت وجبل لبنان ربيع صبرا ورؤساء نقابات اقتصادية ورجال اعمال.
افتتح الملتقى بكلمة للرئيس شقير الذي ابدى سعادته لوجود هذا العدد الكبير للقادة الاقتصاديين المتوسطيين في المنتدى والذي اصبح يشكل لقاء اساسيا في اقتصاد المنطقة لا سيما في مجال الشراكة بين القطاع العام والخاص". وقال "ان تطور الشركات على مستوى المتوسط لا يمكن ان يأخذ هذا البعد الكبير دون خلق التكامل بين دول المتوسط وربما أكثر"، مشيرا الى ان الاحداث التي تدور في سوريا وتداعياتها على الدول المجاورة تضع منطقة المتوسط في ماكل اقتصادية واجتماعية، وقد تأخذ بعدا عالميا".
واعتبر شقير ان بعض دول شمال المتوسط كانت تنتظر تراجع معدلات البطالة، الا انها تفاجأت بنتائج عكسية، كما ان هناك دول اخرى تعاني من مشاكل اقتصادية حيث تجاوز نسبة دينها العام على الناتج المحلي الـ63 في المئة. فيما معظم دول الجنوب تعاني من ارتفاع كبير في معدلات البطالة ومشاكل اقتصادية عميقة".
وشدد شقير على ضرورة تدخل الدول الاوروبية لرفع مستوى بلاد جنوب المتوسط لان ذلك ضرورة اقتصادية واجتماعية وامنية لكافة المنطقة. وقال "ان التقدم الذي احرزته العملة الاوروبية المشتركة يجب ان لا يهدَد، بل يجب ان يتوسع الى دول المنطقة كافة".
وبعدما عرض شقير التطورات الاقتصادية العالمية التي حصلت منذ الحرب العالمية الثانية وصولا الى الازمة الاقتصادية والمالية الاخيرة، قال "تبين لنا انه لا يوجد نظام اقتصادي مثالي ولكن ظروف متفاوتة يجب ان نواجهها بأهداف واضحة وفعالة".
وأكد شقير "ان هاجسنا الاساسي في المتوسط حاليا هي البطالة وضرورة اتخاذ الخطوات المناسبة لمواجهتها، كما ان اعادة الاعمار ورفع مستوى بلاد الجنوب ضرورة لا محال منها بالنسبة لأمن المنطقة باجمعها، كذلك فان النمو الشامل لا يتحمل التأخير".
وختم قائلا "كل مؤسسة تقفل اليوم مأساة وكل مشروع يتأخر كارثة"، داعيا الى تنظيم اقتصاد السوق أكثر من اي وقت مضى، وعلينا التوجه الى قطاعات الانتاج حتى تعود الدورة الاقتصادية الى سابق عهدها".
والقى رئيس غرفة برشلونة مايكل فالس كلمة رحب في مستهلها بالوفود المشاركة، مشددا على ضرورة التعاون والتكامل بين القطاع الخاص في منطقة المتوسط، الذي يشكل الحجر الاساس في دفع عمليات التعاون الاقتصادية بين دول منطقة المتوسط.
واشار الى تحديات كبيرة تواجهها دول المتوسط على اختلافها، وقال" المطلوب وضع رؤية اقتصادية مشاركة لتحقيق النمو المستدام في المتوسط الذي يشكل منطقة اقتصادية بالغة الاهمية".
ثم القى الرئيس التنفيذي للمعهد الاوروبي للمتوسط سينان فلورنسا كلمة قال فيها "نلتقي اليوم من اجل وضع رؤية للتعاون بين جمعيات ارباب العمل لتحقيق النمو وامتصاص البطالة"، مشددا على "ضرورة توطيد الاعمال بين شمال المتوسط وجنوبه، كما ان هناك ضرورة لوضع رؤية موحدة لمستقبل المتوسط".
ثم تحدث نائب الامين العام للاتحاد من اجل المتوسط كلودية كورتيزيه الذي اشار الى القوة الاقتصادية الكبيرة التي تمتلكها دول منطقة المتوسط لتحقيق التنمية ومستقبل افضل لابنائها، مشددا على ضرورة العمل على حل مشكلة البطالة ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل نسبة 75 في المئة من المؤسسات في المتوسط.
ونوه عربيد بأهمية منطقة المتوسط على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية، مشيرا في هذا الاطار الى الدور الكبير الذي تلعبه العلامات التجارية والامتيازات كقاعدة للتطور الاقتصادي ".
ولفت عربيد الى اهمية انشاء اتحاد جمعيات تراخيص الامتياز المتوسطي للدور الذي يمكن ان يلعبه على مستوى تنمية العلاقات الاقتصادية وتحقيق النمو وامتصاص البطالة".
وتناول عربيد نشاط تراخيص الامتياز في لبنان مشيرا الى انها تشغل نحو 100 الف شخص ولديها أكثر من 5500 نقطة بيع، وهي تشكل قاعدة اساسية لدعم البيع، ويمكن الاعتماد عليها في المتوسط للتصدي لللازمات الاقتصادية".
وختم عربيد قائلا "نحن في المتوسط دول الشمال ودول الجنوب نتشارك في الكثير من القواسم المشتركة لذك يجب علينا ان نعمل سويا ونكبر سويا".
وتحدث الصراف فعرض تجربة اتحاد رجال اعمال المتوسط والتعاون الذي يقيمه مع المؤسسات المتوسطية المماثلة لتحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل للشباب".
وقال "يجب علينا العمل لمواجهة تحديات العولمة، علينا العمل لحل مشاكل البطالة، وإذا لم تحل هذه المشكلة فانه لن يكون هناك نموا اقتصاديا".
واضاف الصراف "يجب علينا وضع خارطة طريق في اطار من المشاركة والتعاون ومساعدة الدول الاوروبية لحل مشاكل دول الجنوب والشرق الاوسط من اجل توطيد السلام والاستقرار لا سيما في لبنان وسوريا والعراق"، مركزا على ان تعمل اوروبا بجدية لحل أزمة العراق".
اما رئيس الاتحاد العالمي لغرف التجارة بيتر ميهوك اشار الى تغييرات اقتصادية جوهرية حصلت على المستوى العالمي، وقال "يجب علينا ان نعمل لتكون هذه التغييرات ايجابية ومفيدة للاقتصاد العالمي".
واضاف "نحن نعمل من اجل ان يكون لمنطقة البحر المتوسط دورا اقتصاديا افضل في العالم".
وبعد كلمة لسكرتير العلاقات الخارجية في حكومة كتالونيا روجيه ساجي، القى الوزير فرعون كلمة قال فيها "
"انه لمن دواعي سروري وشرف لي ان أشارك اليوم بهذا الحدث في برشلونة مع شخصيات معروفة في القطاعين الخاص والعام ، خاصة ان لبنان له حصة كبيرة غدا في هذا المؤتمر بحلقة سياحية خاصة، مع وفد يمثل القطاع الخاص وقطاع السياحة الذي يمثل إمكانية كبيرة في بلدنا وشريحة مهمة من الناتج القومي الاجمالي ما يعادل ?? الى ?? في المئة حسب الخبراء الاقتصاديين .".
وأضاف "ان نمونا الاقتصادي والسياحي هو رهن التهديدات الأمنية في المنطقة مع العلم ان اقتصادنا يحافظ على الاستقرار مقارنة مع الاضطرابات في حين انها لا تزال ضمن احترام الدستور والسلم الأهلي. لكن للبنان واللبنانيون روح المقاومة على الصعيد الاقتصادي والثقافي بعد ان تصدوا للاحتلال الاسرائيلي وللهيمنة السورية".
واشار الوزير فرعون الى ان "لبنان لديه طموح ان يكون لاعب أساسي في حركة التنمية الإقليمية ، علما انه شارك وعانى منذ تاريخه من التأثيرات الإقليمية، اليونانية،الرومانية،المصرية، الكنعانية، البيزنطية، العثمانية، المسيحية والإسلامية وخاصة الفينيقية".
وتوجه بالشكر الى طالب الرفاعي ومنظمة السياحة الدولية لتبنيهم طريق الفينيقيين لتطوير السياحة الإقليمية العربية وتمنى ان يتم اعتماد هذا الموضوع في هذا المنتدى وان يعطى حجمه في المتوسط.
وقال الوزير فرعون "لبنان موجود في البعد المتوسطي واللبنانيون معروفون بحب التجارة وهم نشيطين في القطاع الخاص في الشرق الأوسط وإفريقيا والجالية الاغترابية كبيرة في أميركا وأستراليا، لذا هم مستعدون لبذل جهودهم وطاقاتهم لانجاح هذا الموءتمر". وأضاف "لبنان بأمس الحاجة الى يد المجتمع الدولي الممدودة له للحفاظ على رسالة الحوار والثقافة والأديان والحريّة والديمقراطية. انه بحاجة لشركائه وأصدقائه لعدم انجراره في زوبعة العنف وكما هو بحاجة لهم فهم ايضا بحاجة الى هذا النموذج اللبناني للعيش المشترك والتسامح، واحترام الأقليات الذي هو معدوم في المنطقة، لانه اذا تملكت موجة الاٍرهاب من لبنان فان احد أواخر معاقل الأمل تقع وموجة الاٍرهاب ستحل على أوروبا ويمكن ان تدوم لعشرات السنوات".
بعد الانتهاء من حفل الافتتاح وقع الرئيس شقير بصفته رئيسا لاتحاد غرف المتوسط ثلاث اتفاقات مع كل من رئيس الاتحاد العالمية للغرف التجارية بيتر ميهوك، ومع رئيس اتحاد رجال اعمال المتوسط جاك الصراف، مع رئيسة جمعية الرحلات البحرية السياحية كارلا سالفادو.
وبعد انعقاد اول جلسة عمل وقع الرئيس شقير مع رئيس شركة ميس العربية للمعارض ايلي رزق اتفاقا لاقامة معرض للمنتوجات الاوروبية الغذائية في جدة.