بيروت في 3 ايار 2017
وقع رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير مع رئيسي جمعية حوار الابجديات فؤاد مخزومي وجورج زرد ابو جودة اتفاق تعاون بين الغرفة والجمعية لتبني مشروع حوار الابجديات، بحضور نائب رئيس الغرفة غابي تامر ورئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد ومدير عام الغرفة ربيع صبرا ومدير ومنسق حوار الابجديات برنار بريدي وحشد من المهتمين.
شقير
بداية القى شقير كلمة قال فيها " أنه يوم رائع، يعيدنا بالذاكرة الى تاريخنا الذي نفتخر ونعتز به، تاريخ انطلاق الابجدية من هنا من لبنان الى العالم، لتشكل الوسيلة الأهمّ في تاريخ البشرية للتواصل والحوار ونشر التسامح والسلام". أضاف "اليوم وبالتوقيع على مبادرة حوار الابجديات نخطو معكم خطوة نوعية بدلالاتها وأهميتها وأهدافها، خصوصاً في ظل توسع الخلافات وانتشارها والتي تطال معظم الامور الاساسية في العلاقات البشرية"، مؤكدا "الحاجة الماسة لترسيخ مفهوم التواصل والحوار، في ظل ما يمر به لبنان والمنطقة والعالم من أزمات، كوسيلة ومنصة لتقريب وجهات النظر والتقريب بين الشعوب وتخفيف الاحتقان والعصبيات على انواعها".
ورأى شقير "اننا اليوم مع هذه المبادرة المتمثلة بحوار الابجديات، نسعى الى ارساء آلية فعالة وراقية لتعميم هذه الثقافة في مواجهة الخلافات والنزاعات والصراعات بين مختلف الثقافات والاديان والمعتقدات، خصوصا ان التجارب التاريخية تؤكد انه لا يمكن انهاء هذه الصراعات والخلافات واسكاتها بالقوة، لذلك يبقى الحوار المفتوح مطلباً اساسياً لأنه الوحيد القادر على ردم الهوة، اي هوة مهما كانت عميقة، لارساء التفاهم والوئام والسلام"، مؤكدا "نحن كقطاع خاص ومن موقعنا، ندعم بقوة ارساء هذه المفاهيم الراقية والنبيلة في العلاقات البشرية، لأن آثارها ستؤتي ايضاً الى المزيد من النشاط الاقتصادي وبالتالي تحقيق الازدهار للامم والبحبوحة لشعوبها.
مخزومي
ثم القى مخزومي كلمة قال فيها " حوار الأبجدية هو حدث عالمي يجري بالتعاون مع الأونيسكو ومعهد العالم العربي. وهو جزء من مبادرات مجموعة مخزومي ويرمي لتعزيز الحوار، وهو مصطلح له عندي كلّ تقدير وقد كرّست حياتي من أجله. ويعبّر مشروع حوار الأبجدية عن مفهوم مبدأ الحوار الذي نؤمن أنه أساس حياتنا السياسية والمجتمعية والثقافية والإنسانية عموماً. وقد انطلق المشروع من كون الأبجدية الفينيقية التي هي النموذج الأول للأبجدية في العالم، أهم مساهمة قدّمها لبنان للعالم أجمع". أضاف "اما الهدف من هذه المبادرة فهو إيجاد الطريقة الأمثل لتتفاعل كل الأبجديات حول العالم من أجل التأسيس للحوار من خلال التعبير العالمي. ويعدُّ حوار الأبجدية من أسمى أنواع الحوار لأنه يؤدي إلى تلاقح الثقافات"، مشيرا الى انه "بالنسبة للبنان، يهدف حوار الأبجدية إلى استعادة لبنان لصورته الإيجابية كأرض للثقافة والحوار والسلام وكشعب متنوع ومتعدد الثقافات يتشارك قيم التسامح والاحترام. ويطمح حوار الأبجدية إلى إعادة تعريف لبنان كأرض تاريخية متجذرة بالثقافة والمعرفة، وأرض تزدهر فيها التجارة العادلة، وأرض التنوع والحوار".
وقال مخزومي "لا نبالغ إذا قلنا أننا نحن في لبنان في أشدّ الحاجة إلى الحوار الهادف والصريح... الصادق والطامح إلى تواصل بين مختلف مكوّنات مجتمعنا. ولبنان في هذه الأيام وفي سابقها أيضاً يشهد "حوار طرشان" لا لسبب إلاّ لأن المتحاورين لا يضعون مصلحة الوطن في المقدمة... ولو فعلوا عبر الحوار الوطني والذي يضع مصلحة الوطن في المقدمة لكانوا توصلوا إلى قانون للانتخاب يعتمد النسبية من غير تردد أو خوف على المصالح الذاتية لكل فريق. مشكلتنا أن المتحاورين يضعون مصالحهم خصوصاً الطائفية والمذهبية فوق كل مصلحة. وهذه العلة أضعفت المؤسسات وتفتك بالاقتصاد بعد أن تفاقم الفساد المحمي بالطوائف والمذاهب والمحميات العصبية والفئوية. فالدين العام قد تجاوز 75 مليار دولار، والنموّ معدوم، وتقرير البنك الدولي يشير إلى أن 10 في المئة من النائج القومي اللبناني يذهب ضحية للهدر والفساد المستشري من النفايات إلى الاتصالات حيث أن إجمالي حجم الفساد يقدَّر بـ 195 مليون دولار".
وشدد مخزومي على انه "في ظلّ هذه الأوقات العصيبة التي يسود فيها التطرف والتعصب المذهبي، تبرز الحاجة إلى المبادرات مثل حوار الأبجدية، وإن نجح لبنان في الحفاظ على استقرار أمنه، رغم كل ما يجري من حوله في الإقليم، نجد أن العمل على تحصينه على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واجب وطني. وأعتقد أن مثل هذا المشروع له مستقبل يشمل الثقافة: المواهب والابتكار والإبداع والتعليم، ويؤثر على السياحة والاقتصاد أيضاً وهو يشكل جزءاً من قيمنا وإيماننا".
وأكد "اننا نجد أن هذه الغرفة العريقة لا بد من أن يكون لها موقعها في التبني والمشاركة في هذا المشروع".
ابو جودة
وتحدث ابو جودة فأكد ان الصورة المنقولة عن لبنان الى الخارج سلبية جدا على مختلف المستويات، "لذلك من الضروري وضع كل قدراتنا وامكاناتنا وبتكاتف جيع القوى لتحسين هذه الصورة".
واعتبر ان "وجود غرفة التجارة كشريك اساسي في المشروع يعطيه دفعا قويا لأن التجارة كانت ابرز الوسائل التي ساهمت بنشر الابجدية".
ورأى ابو جودة ان "مشروع حوار الابجديات يشكل وسيلة اساسية وهامة للغاية لتحسين صورة البلد وتوفير التواصل بين الافرقاء لانتاج حلول تنهي كل مظاهر التراجع التي تصيب كل شيء".
بريدي
وتحدث بريدي، فاعتبر ان الهدف من المشروع إقامة الحوار من خلال الأبجديات خدمة للسلام، مشيرا الى ان "الفكرة كانت إنشاء فعالية مهمة تُركز على الحوار المنبثق عن الأبجديات من خلال الربط ما بين مواهب من خلفيات وجنسيات مختلفة، وتحفيزهم انطلاقًا من موضوع يجمع ما بين التعبيرات الفنية لثقافات مختلفة ومتنوعة في مكان واحد.. لبنان".
وقال بيدي "سننطلق من خلال منافسة على مستوى البلاد تشمل طلاب المدارس عبر "فابريانو" ونتابع مع فنانين معروفين عالميين ستتم دعوتهم لتنفيذ وعرض أعمالهم حول حوار الأبجدية". اضاف "تهدف هذه الفعالية إلى الحفاظ على الإرث من خلال "معرض في الهواء الطلق" سيصبح مقصدًا للسواح والزوار".
ورأى ان "المعرض الدائم في الهواء الطلق سيكون ممكناً بفضل دعم جميع الجهات المشاركة وتحت مظلة: وزير الثقافة ووزير التربية ووزير السياحة"، لافتا الى ان المشروع "يحظى بدعم اليونيسكو و IMAومجموعة RAI الاوروبية، إلى جانب مؤسسات دولية أخرى".
وقال بريدي "في هذا الوقت الاستثنائي من تاريخنا المضطرب، تبرز الحاجة للمبادرات التي ترعى الحوار والتفاعل بين البشر والأمم. وحوار الأبجدية هو التعبير الأول عن هذه المبادرات".
توقيع الاتفاق
بعد الانتهاء من الكلمات وقع شقير ومخزومي وابو جودة الاتفاق.