بيروت في 13 نيسان 2016
بيان - زيارة رئيس وزراء مالطا
زار رئيس مجلس وزراء مالطا جوزف مسقط يرافقه وزير الاقتصاد والاستثمار كريستيان كاردونا، وزير السياحة ادوارد لويس، وزير الشؤون الخارجية جورج فيلا، ووفد اقتصادي يضم حوالي 50 شخصاً من كبار رجال الأعمال المالطيين، صباح اليوم غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان حيث كان في استقباله رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، وجرى خلال هذه الزيارة الطويلة لرئيس الوزراء التي امتدت 4 ساعات جولة مباحثات مع شقير واجتماع مع القطاع الخاص اللبناني واختتمت بلقاء اقتصادي لبنان – مالطي.
وكان رئيس وزراء مالطا جوزف مسقط وصل عند التاسعة من صباح اليوم الى مقر الغرفة، حيث عقد اجتماع عمل مع شقير بمشاركة الوزراء المالطيين ورئيس غرفة مالطا انطون بورغ، جرى خلاله البحث في سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وخلال اللقاء شكر شقير الرئيس مسقط على زيارته الى لبنان والى الغرفة، مثمنا الاهتمام "الواضح" الذي يوليه من خلال زيارته الى الغرفة لترسيخ وتوطيد أواصر التعاون بين القطاع الخاص في البلدين. وعرض شقير الميزات التفاضلية التي يتمتع بها الاقتصاد اللبناني، والطاقات الكبيرة التي يمتلكها القطاع الخاص ورجال الاعمال اللبنانيين، الذين يشكلون جسور تواصل مع كل دول العالم.
وأكد شقير ان لبنان رغم الاوضاع التي تمر فيها المنطقة الا انه لا يزال يتمتع بدرجة عالية من الأمن والأمان، وهو محط انظار الكثير من الدول لدوره الاقتصادي المميز في المنطقة، لا سيما انه يشكل بوابة اساسية للدخول الى اسواق الشرق الاوسط وافريقيا، كما انه يمتلك الكثير من الفرص الكبيرة والواعدة لعل ابرزها استخراج النفط والغاز، ودوره الاساسي في اعادة اعمار سوريا.
من جهته، أكد الرئيس مسقط اهتمامه الكبير بتعزيز التعاون الاقتنصادي بين مالطا ولبنان، اللتين تربطهما علاقات صداقة قوية، لافتا الى انه انطلاقا من موقع الدولتين هناك امكانيات كبيرة لزيادة التبادل التجاري ورفع مستوى التعاون الاقتصادي على مختلف المستويات، مؤكدا حرصه على تذليل كل العقبات التي تعيق تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية واتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتحقيق كل الاهداف الاقتصادية المشتركة.
واوضح شقير انه اتفق مع الرئيس مسقط على انشاء مجلس اعمال لبناني – مالطي في اسرع وقت ممكن لمتابعة كل الخطوات والتدابير اللازمة لتنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وكذلك زيادة التواصل في المرحلة المقبلة لدراسة امكانية التعاون في مشاريع كبرى مثل اعادة اعمار سوريا من خلال لبنان واعادة اعمار ليبيا من خلال مالطا، كما تم الاتفاق على دراسة موضوع الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس من قبل القطاع الخاص في مالطا، لا سيما ان رئيس الوزراء والوفد الاقتصادي ابدوا اهتماما شديدا بهذه المنطقة.
اجتماع مع الهيئات الاقتصادية
بعد ذلك، عقد الرئيس مسقط والوفد الرسمي المرافق اجتماعا مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية تم خلاله عرض امكانية التعاون بين الجانبين والمشاريع والقطاعات التي يمكن العمل عليها بشكل مشترك.
وعرض الجانب اللبناني المزايا التفاضلية للاقتصاد الوطني والقطاعات الاكثر تميزا، لا سيما قطاعات الصناعة التي تتمتع بجودة عالية، والفرانشايز، والسياحة، والخدمات، والمنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، كما تم الحديث عن المشاريع الكبرى التي ينتظر تنفيذها في لبنان.
وقد خلص اللقاء الى جملة تفاهمات ابرزها متابعة ترسيخ التعاون بين القطاع الخاص في البلدين لخلق شراكات عمل في المجالات المجدية ان كان في البلدين او خارجهما مع تركيز اهتمام الجانب المالطي على المنطقة الاقتصادية في طرابلس وقطاع الفرانشايز.
ملتقى الاعمال
وبعد جولة لقاءات اجراها الرئيس مسقط والوزراء المالطيين مع عدد كبير من كبار الاقتصاديين اللبنانيين في مقر الغرفة، عقد ملتقى الاعمال اللبناني – المالطي، بحضور الرئيس مسقط والوزراء المرافقين، وشقير، ورئيس غرفة طرابليس والشمال توفيق دبوسي، ورئيس غرفة صيدا والجنوب محمد صالح، ورئيس اتحاد رجال اعمال البحر المتوسط جاك الصراف، رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، ورئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد، ورئيس غرفة التجارة الدولية – بيروت وجيه البزري، ونائب رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين زياد بكداش، ورئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق، ورئيس جمعية تجار ومنشئي الابنية في لبنان ايلي صوما، رئيس جمعية تجار اقليم الخروب أحمد علاء الدين، وحشد كبير من الفعاليات الاقتصادية اللبنانية وحوالي 50 شخصا من كبار رجال الاعمال في مالطا.
شقير
بداية القى شقير كلمة قال فيها "أود أن أرحب بكم أولا في غرفة بيروت وجبل لبنان، بيت الاقتصاد اللبناني.
الوضع الاقتصادي العالمي الحالي صعب للغاية، ومع انخفاض أسعار النفط والمعاناة في المنطقة، لبنان دفع ثمنا باهظا جدا. وعلى الرغم من كل ذلك، فان القطاع الخاص اللبناني لعب دورا مميزا في الحفاظ على الاقتصاد الوطني". اضاف "نحن نؤمن في قدرة رجال الأعمال اللبنانيين المتواجدين في جميع أنحاء العالم والمعروفين بقصص نجاحهم التي لا تعرف حدودا جغرافية، وهذا ما نأمل أن تتبناه حكومتنا لا سيما لجهة الانضمام الى منظمة التجارة العالمية".
وتحدث شقير عن بالعلاقة التاريخية بين لبنان ومالطا، وقال "هذا يؤسس ليكون لبنان جسرا لتقوية علاقات هذا البلد الصديق مع كل دول الشرق الاوسط لا سيما منطقة الخليج العربي، فيما تكون مالطا بوابة لبنان إلى أوروبا". اضاف "ان زيارة هذا الوفد الاقتصادي الكبير برئاسة رئيس مجلس وزراء مالطا هي في غاية الاهمية خصوصا ان الملتقى الاقتصادي سيتضمن اجتماعات عمل ثنائية بين رجال الاعمال في البلدين لخلق شركات عمل ثنائية في مجالات مختلفة"، معتبرا ان هذا الجهد سيقود الى تنمية العلاقات الاقتصادية بشكل متطرد وفتح الآفاق امام زيادة التبادل التجاري بين البلدين".
وشدد شقير على ضرورة التركيز على ارساء استراتيجية لخلق شراكات عمل حقيقية في فرص استثمارية مجدية بين رجال الأعمال من كلا البلدين. وقال "هذه الفرص تطرح نفسها في الكثير من القطاعات سواء في لبنان أو خارجه، لا سيما تطوير البنية التحتية في لبنان بعد اقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقطاع النفط والغاز الواعد في لبنان، وإعادة إعمار سوريا، وكذلك خبرة اللبنانيين في مناطق الخليج وأفريقيا كلها أمثلة على مشاريع مشتركة من شأنها أن تسمح للمنطقة بأكملها بالاستفادة".
رئيس غرفة مالطا
وتحدث رئيس غرفة مالطا انطون بورغ فوجه الشكر للرئيس شقير على إستضافة ملتقى الاعمال اللبناني - المالطي الذي نأمل من خلاله تقوية التواصل بين رجال الاعمال في البلدين ووضع رؤية للتقدم على مسار تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، مؤكدا ان وجود هذا الوفد برئاسة الرئيس مسقط يدل على مدى اهتمامنا بهذا الامر.
ولفت الى انه على الرغم من التاريخ الطويل من التعاون الايجابي بين البلدين، الا ان التبادل التجاري بين البلدين لا يزال متواضعا، وهذا يؤكد الحاجة الى تنمية علاقاتنا الاقتصادية الثنائية والتركيز على زيادة مستوى التجارة البينية، مؤكدا وجود امكانية كبيرة لتنميتها خصوصا لجهة لما يتمتع به اقتصاد مالطا من قوة في مجالات عدة لا سيما على مستوى الصناعة والنقل البحري.
وشرح بورغ بشكل مطول المقومات الاقتصادية التي يتمع بها اقتصاد مالطا والقطاعات الاقتصادية الفاعلة، كما شرح الرؤية الاقتصادية التي اقرتها حكومة مالطا للفترة بين 2014-2020.
رئيس وزراء مالطا
والقى الرئيس مسقط كلمة تحدث فيها عن اوجه الشبه بين لبنان ومالطا على مختلف المستويات، فهما بلدين صغيرين في محيطهما لكن يتمتعان بدور كبير في شتى المجلات، مشيرا الى الامكانات البشرية الكبيرة التي تتمتع بها بلاده "الفقيرة بالموارد الاولية"، ولفت الى ان اقتصاد مالطا يرتكز بالدرجة الاولى على الخدمات والسياحة وجذب الاستثمارات،مشيرا الى انها سجلت في العام 2015 ثاني اكبر نمو في اوروبا.
وأكد الرئيس مسقط ان بلاده تتمتع بالاستقرار والامان اللذين يؤهلانها لتكون معبرا اقتصاديا بين منطقة الشرق الاوسط و اوروبا، مشددا على ضرورة تنمية التبادل التجاري بين البلدين الذي لا يزال خجولا جدا.
ورأى ان خطر النزاعات موجود دائما في المنطقة، لكنه اعتبر ان تخطيها يكون بالعمل المشترك، مؤكدا ايمانه بان السلام وحده يمكنه حل المشكلات، وان اساس السلام هو ارساء تعاون اقتصادي متين بين دول المنطقة".
وعرض الرئيس مسقط المقومات الاقتصادية التي تتمتع بها بلاده لا سيما في مجالات الصناعة والسياحة والطب والاستشفاء وتصدير الصناعات التي تتمتع بقيمة مضافة عالية، والبرمجيات والشرائح الالكترونية.
ودعا القطاع الخاص في البلدين الى المزيد من التواصل، مؤكدا التزام بلاده تعزيز التبادل التجاري والسياحي مع لبنان والقيام بكل ما يلزم لدفع هذه العملية الى الأمام.
وختم كلامه، بالقول "اننا نريد ان يكون لبنان شريكا تجاريا اساسيا لمالطا في المنطقة".
جلسات عمل
بعد انتهاء الكلمات قدم الرئيس شقير درع اتحاد الغرف اللبنانية لرئيس مجلبس وزراء مالطا تقديرا لاهتمامه وجهوده لتقوية العلاقات لا سيما الاقتصادية بين البلدين.
بعد ذلك، عقد جلسة عمل تم خلال عرض الفرص الاستثمارية في لبنان والميزات التفاضلية التي يتمتع بها اقتصاده، قدمتها المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمار ايدال، وكذلك قدم الجانب المالطي عرضا مماثلا عن الاستثمارات في مالطا.
وبعد غداء اقامه الرئيس شقير على شرف الوفد الزائر في نادي الاعمال في الغرفة، عقد بعد الظهر اجتماعات عمل ثنائية بين رجال الاعمال المالطيين ونظرائهم اللبنانيين للبحث في الامكانيات المتاحة لاقامة شراكات عمل في المجالات المتاحة.