ايها الاصدقاء والزملاء،
قبل ان أبدأ كلمتي، لا بد لي من ان اتوجه بالشكر والتحية لاصدقائي وسائل الاعلام والاعلاميين الذين واكبونا في هذه الرحلة الشاقة، ولهم الفضل الكبير في حصول هذا الحفل المبارك، لمواكبتهم الحثيثة والدائمة لملف الاجور حتى وصوله الى خواتيمه السعيدة.
ايها الاصدقاء
في لقائنا اليوم نبعث برسالة مطمئنة للعمال ولاصحاب العمل ونقول للعالم ان اللبنانيين بشرائحهم كافة مخلصون للوطن ويريدون الخير للبنان. ان العلاقة المبنية على التنسيق من اجل الحفاظ على مصالح الناس هي العلاقة الطبيعية بين الهيئات الاقتصادية والنقابات العمالية.
نحن من جهتنا قمنا بواجباتنا ولبينا المتطلبات الاجتماعية بزيادة الاجور من خلال اتفاق يحصل لأول مرة في تاريخ لبنان، وهي سابقة تسجل لقيادتي الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية. لكن هذا وحده لا يكفي لحماية الامنين الاقتصادي والاجتماعي، فالكرة اليوم باتت في ملعب الحكومة التي على عاتقها اعطاء الاطمئنان للقطاع الخاص وخصوصا المستثمرين لتحريك العجلة الاقتصادية، وكذلك رعاية الحوار الاجتماعي رعاية صادقة تستهدف معالجة كل القضايا التي توفر الحماية الاجتماعية والمعيشية للعمال.
في هذه المناسبة، لا اخفي عليكم سرا اذا قلت لكم باننا قلقون على الاقتصاد. وكما نحن، فانتم ايضا معنيون بذلك. ان زيادة عدد التشيكات المصرفية المرتجعة وتراكم المستوعبات المتوقفة في مرفأ بيروت لعدم قدرة المستوردين والتجار على دفع رسوم معاملات التخليص هي من عوارض تباطؤ الحركة الاقتصادية. ان استمرار الوضع الحكومي على ما هو عليه اليوم من شلل وتعطيل يعطي رسالة سلبية حول امكانية تحقيق النمو المرتجى ومعالجة الازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية للدولة. من هنا نناشد الجميع للمرة الألف، ترك السياسة جانبا والعمل فقط لمصلحة الوطن والمواطن، لأنه إذا غرقت السفينة لا سمح الله فانها ستغرق فينا جميعا من دون تمييز بين فئات المجتمع اللبناني بمختلف شرائحهم.
ايها الاصدقاء والزملاء
لقد اثبتنا اننا اذا اتحدنا واضعين مصلحة المواطن والاقتصاد امام اعيننا، لا حكومة ولا وزير يستطيع ان يقف بوجهنا. ان روح التعاون والتضامن التي طغت على العلاقات بين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام هي بداية الطريق والمستفيد حكما هو المواطن اللبناني.
ان الهيئات الاقتصادية والنقابات العمالية يمثلون مصالح الشريحة الاكبر في الوطن. لذلك فاننا عندما نطلق صرخة او مبادرة فعلى الحكومة ان تستجيب، الا ان هذا النفوذ مشروط بوحدتنا التي عبرنا عنها مؤخرا.
فيا عمال لبنان ويا اصحاب العمل ابقوا متحدين".